ضغط اجتماعيّ وهجرة متزايدة… مستقبل غامض لمسيحيّي الساحل السوريّ

صور لبعض ضحايا حوادث العنف الأخيرة في الساحل السوريّ صور لبعض ضحايا حوادث العنف الأخيرة في الساحل السوريّ | مصدر الصورة: Ryan Nash Photography/Shutterstock

ما زال الدم السوري يسيل على تراب البلاد، سواء بسبب القصف الإسرائيلي الذي ازدادت وتيرته بشكل ملحوظ بعد سقوط حكم الأسد، أم الانفلات الأمني وما ولّده من سرقات وحالات خطف وتخريب وقتل.

في قلب هذا المشهد المتّشح بالسواد، يبقى الساحل البقعة الأقلّ أمانًا في سوريا؛ فقد نال المسيحيون هناك نصيبهم من القتل، وسقط منهم 12 ضحية على الأقل، إضافةً إلى تعرّض كثيرين منهم لسرقة ممتلكاتهم.

في هذا الإطار، أكّد مصدر كنسي محلّي لـ«آسي مينا» أنّ حالة الرعب التي يعيشها مسيحيو الساحل، أدت إلى بحث غالبيتهم عن الهجرة. وشرح: «العائلات التي تمتلك القدرة والمال استطاعت السفر إلى لبنان، وبعضها ذهب إلى دول الخليج وخصوصًا سلطنة عمان. وما زالت الهجرة مستمرة وتزداد بوتيرة سريعة. عندما يأتون إلى الكنيسة نسمعهم يعلّقون على ما يحدث في حقّ العلويين قائلين: "عاجلًا أم آجلًا سيأتينا الدور... لم نعد نستطيع العيش والتأقلم مع الوضع الجديد في منطقتنا"».

وذكر المصدر عددًا من حالات التضييق على المسيحيين في الساحل السوري. وقال: «فتاة (13 عامًا) طلبت منها معلمة المدرسة ارتداء الحجاب، فأوضحت لها الفتاة أنّها مسيحية، لتردّ عليها: "أنتِ مسيحية في بيتك، لكن هنا عليكِ أن تتحجبي". كذلك، التزم طفل (10 أعوام) الصمت عندما طلبت المعلمة من التلاميذ الصلاة على النبيّ، فأُرسل إلى غرفة الإدارة واستدعي وليّ أمره الذي شرح أنّ العائلة مسيحية، لكنّ المدير أوضح وجوب ترديد الطفل العبارة حتى إن كان مسيحيًّا».

وأضاف المصدر: «في شهر رمضان مُنع أطفالنا المجاهرة بالإفطار في المدرسة، إذ كانوا يتعرضون للتوبيخ متى تناولوا الطعام. كذلك، مُنعت المطاعم العمل في ساعات الصوم».

وتابع: «يقولون لشباب كنيستنا: "أنتم جبناء، تهربون دائمًا. ماذا قدّمتم في الحرب؟"؛ فنتولّى بدورنا في الكنيسة توعية شبابنا وحضّهم على التحلّي بالشجاعة، وتأكيد أنّ الكنيسة تقف بجانب مختلف الأطراف ولا تميِّز بين دين أو طائفة. الكنيسة بلسمت جراح الجميع من خلال الأعمال الإنسانية والمساعدات التي تقدّمها».

وكشف المصدر امتناع نسبة كبيرة من الأهالي المسيحيين عن إرسال أبنائهم إلى المدارس والجامعات -منذ بداية الأحداث الدموية قبل نحو شهر- بسبب عدم شعورهم بالأمان. وأردف: «أما الجامعات، وتحديدًا الخاصة منها فمغلقة، فيما دوام "الحكومية" غير جدّي».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته